https://www.massahat.com/سينما وتلفزيونمحمد أبو العلا وأولاد ايزة – مجرد رأي
سينما وتلفزيونفايسبوكياتنقد

محمد أبو العلا وأولاد ايزة – مجرد رأي

كتب الباحث المسرحي محمد أبو الاعلا على صفحته 
أتصور أن أزمة الكوميديا المغربية أزمة هيكلية موصولة بسياسة ممنهجة وبتخطيط يتجاوز ما هو ظرفي براغماتي متصل بذروة المشاهدة في رمضان، فمسلسل “أولاد إيزة” ليس حلقة معزولة من حلقات ضرب القيم والقدوات، بل هو جزء من مسلسل مخطط له منذ مدة، رهانه تيمات وقضايا مفارقة لواقعنا وتاريخنا وقيمنا المغربية نظير: الحرية الجنسية والمثلية التي يُسعى لتكريسها باستماتة في الدراما وخارجها أيضا بذرائع فجة، وبتنظيرات طابور من منظري ما يسمى بالحريات الشخصية، والدفاع عن حقوق إنسان آخر غير الإنسان المغربي، وعن حرية المرأة في أن تكون في تحررها وعشقها طبق الأصل لما يبث بالموازاة من حلقات مسلسل طويل لم ولن تنتهي حلقات أفلامه المدبلجة بعد، و سهرات علب الليل التي يغرد أصحابها خارج السرب في شرود عن سياق – وطني ودولي – مفارق، وكأن هذا البلد برجاله و وأنفته وثقافته وخياله الواسع لم ينتج غير هذا الغسيل المقرف المنشور على أسطح فضائيات “وطنية” ندفع لها من مالنا الخاص.
انطلاقا من هذا السياق غير السوي لإنتاج محترم، تأبى العديد من الأسماء الفنية المحترمة الانخراط في هذه اللعبة القذرة، تاركة الفراغ الدرامي يملأ بما لا يناسب بكتابة تحت الطلب نظير أداء مقدم أو مؤخر، مما يسمح كل رمضان بعودة نفس الوجوه المستهلكة التي تعدم الخيال الكافي للارتجال وملء البياضات في غياب النص، جاهلة أن الارتجال أسلوب أدائي ينهض على تدريب الخيال والطاقة الإبداعية لتحقيق نوع من الاستجابات، وليس جنوحا عن نظام الإخراج، فالارتجال الصحيح في تقدير كوبو، هو ما ينمو ويتطور عضويا من النص بدل أن يأتي من خارجه ، هذا إن كان هناك نص أصلا. ولأن من لا يقرأ لا يكتب فالكتابة للتلفزة لا يمكن أن تستوي في ظل أزمة قراءة مرئية على وجوه من ينتج ومن يسوق فكاهة مرئية تفتقر إلى الذكاء الكافي لإضحاك المغاربة، من خريجي برامج ابتليت بها الكوميديا المغربية ك”كوميديا”.
بل في غياب الانفتاح على محكي روائي باذخ كان أساس ازدهار سينمات عالمية، وإحجام سيناريست كبار عن الانخراط في كتابة بمداد آخر على مقاس من أدركتهم حرفة التمثيل مؤخرا، وفي غياب ممثلين أكفاء ممن لهم باع في محاكاة الشخوص، ممن أثثوا مساحات شاسعة من ذاكرتنا الجمعية، ومن صالوا على الخشبات وامام العدسات بكاريزما لا تخطئها عين متلق لبيب، وأمام السكوت المدوي للمتلقي المغربي سنعاين المزيد من الإجهاز على النخوة المغربية بدراما لا تشبهنا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

ankara escort çankaya escort ankara escort